قال: أولئك علماء السلاطين.. وهم شركاء للسلاطين.. أما
العلماء العدول، فهم الذين ينكرون على السلاطين.. ولا يخافون في الله لومة لائم.
الحكام
قلنا: عرفنا مسؤولية العلماء الذين هم رأس الأمة المدبر..
فما مسؤولية الحكام؟
قال: على الحكام أربع مسؤوليات:
الأولى.. الزهد في طلب الرئاسة إلا إذا رأوا أنفسهم أهلا
لها.
والثانية.. الاستعانة بالصالحين في القيام بها.
والثالثة.. العفاف عن أموال الرعية.
والرابعة.. النصح للرعية.. والسعي في مصالحها..
الزهد:
قلنا: فحدثنا عن الأولى.
قال: أولى ما ينبغي على الحاكم العادل.. وأول ما يرشحه
لإعانة الله له أن يتهرب من المسؤولية ما وجد لذلك مهربا.
قلنا: كيف يتهرب منها؟
قال: أن لا يطلبها ما دام هناك من هو أولى منه بها.. وأن لا
يحرص على بقائه فيها إذا وجد من يخلفه فيها.. لقد ربى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم هذه الأمة على هذا السلوك.. فكان يقول:
( إنا والله لا نولي هذا العمل أحداً سأله، أو أحداً حرص عليه)[1]