ووجدت
القرآن ينعى على أهل الجاهلية تفضيلهم الذكر على الأنثى.. وذلك في مناسبات كثيرة
مختلفة.. قال تعالى :﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ
وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ
مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا
سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)﴾ (النحل)
ووجدت
ينعى عليهم ما كانوا يقعون فيه من وأد البنات.. قال تعالى :﴿ وَإِذَا
الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)﴾ (التكوير)
وجدت هذا وغيره كثير بالنسبة للمرأة
والتصور نحوها.. ونحو وظيفتها.. ونحو حقوقها[1].
وهكذا
وجدت الأمر مع جميع أصناف الناس، وخاصة المستضعفين منهم.. لقد وجدت القرآن يوليهم
كل العناية، ويحترمهم أعظم احترام.. وقد كان كل ذلك بوابتي للبحث الشامل في مدى
قدرة شريعة الإسلام على تحقيق العدل للبشرية التي امتلأت بالجور..
وقد
وجدت في الشريعة الإسلامية ـ بعد البحث المستفيض ـ أربع خصائص كبرى لم تتحقق
بكمالها إلا فيها.. ولذلك رأيت أنها الشريعة الوحيدة الصالحة لأن تخرج البشرية من
ظلمات الظلم والجور إلى أنوار الأمان والعدل.
قلنا:
ما هذه الخصائص؟
قال:
الربانية، والشمولية، والواقعية، والمثالية.
قلنا:
فهل ستحدثنا عما وصلت إليه في أبحاثك؟
قال:
أجل.. فلم تكن لي وظيفة في الحياة، بعد أن امتلأ قلبي ببرد اليقين إلا أن أبشر
بشريعة
[1] انظر التفاصيل المرتبطة
بهذا في رسالة (رحمة للعالمين) من هذه السلسلة.