responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 398

ونصرته، وحبه، وحب كل من هاجر إليهم ومؤاثرته على أنفسهم.. لقد أوصى بهم رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قائلا: (أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزا عن مسيئهم)[1]

قال رجل منا: أنت ـ بكلامك هذا ـ تنسف كل ما أراد صاحبك الذي حدثنا عن المساواة أن يقنعنا به؟

قال النفس الزكية: لا ـ يا أخي ـ كلامي يكمل كلامه ولا ينسفه.. لقد خشيت أن تفهموا من المساواة ما فهمها الشيوعيون، فتنحرفوا عما تتطلبه الفطرة السليمة من ضرورة التنوع والاختلاف..

قال الرجل: وما فعل الشيوعيون؟

قال النفس الزكية: لقد تصوروا أن أي تمييز بين البشر ـ مهما دفعت إليه الضرورة والفطرة ـ نوعا من أنواع الطبقية.. وتصوروا أن محو هذا النوع من الطبقية من شأنه أن يضع حداً لما ذخر به تاريخ البشرية من ألوان الصراع، لأن مرد تلك الألوان إلى التناقض الطبقي الذي نتج عن انقسام المجتمع إلى مالكين ومعدمين، فإذا ماقامت الشيوعية، وحولت المجتمع إلى طبقة واحدة، زال التناقض الطبقي، واختفت كل ألوان الصراع، وساد - حسبها- الوئام والسلام إلى الأبد.

قال الرجل: هذا جيد.

قال النفس الزكية: هو جيد من حيث عالم المثل.. لا من حيث الواقع.. والحياة لا تقوم إلا على الواقع الذي تدعو إليه الفطرة السليمة.. أما المثل المجردة فإنها سرعان ما تصطدم بصخرة الواقع.


[1] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست