السلاح ممن منعها، ومن سل السيف لقتال من جحدها وكان ذا
شوكة؟.
هذا أولا.. ثانيا.. كما أن من شأن الضريبة أن تدفع إلي هيئة
عامة مثل السلطة المركزية والسلطات المحلية.. فكذلك الزكاة، إذ الأصل فيها أن تدفع
إلي الحكومة بواسطة الجهاز الذي سماه القرآن :﴿ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا..
(60)﴾ (التوبة)[1]
ثالثا.. من مقومات الضريبة انعدام المقابل الخاص، فالممول
يدفع الضريبة بصفته عضوًا في مجتمع خاص، يستفيد من أوجه نشاطه المختلفة، والزكاة
كذلك لا يدفعها المسلم مقابل نفع خاص وإنما يدفعها بوصفه عضوًا في مجتمع مسلم
يتمتع بحمايته وكفالته.. فعليه أن يسهم في معونة أبنائه، وتأمينهم ضد الفقر والعجز
وكوارث الحياة، وأن يقوم بواجبه في إقامة المصالح العامة للأمة المسلمة التي بها
تعلو كلمة الله وتنشر دعوة الحق في الأرض، بغض النظر عما يعود عليه من المنافع
الخاصة من وراء إيتاء الزكاة.
رابعا..إذا كان للضريبة - في الاتجاه الحديث- أهداف اجتماعية
واقتصادية وسياسية معينة فوق هدفها المالي فإن الزكاة لها أيضًا مثل هذه الأهداف.
سكت الرجل، فقال حجر: أنا لن أجادلك فيما ذكرت.. ولكني سأبين
لك ما تتميز به الزكاة عن الضريبة.. وهو ما يجعل الزكاة حلا أمثل بكثير من الحل
الذي اتخذته الدول، ودعاه إليه عدلها أو جورها.
أما أول الفروق.. فيبدأ من الاسم.. فكلمة (الزكاة) التي
اختارها الله لهذه العبادة تدل على الطهارة والنماء والبركة.. ولذلك في النفس
إيحاء جميل، يخالف ما توحي به كلمة (الضريبة)، والتي هي مشتقة من (ضرب عليه
غرامة)، أي ألزمه بها، وكلفه تحمل عبئها.. ولهذا ينظر الناس عادة إلي الضريبة
باعتبارها مغرمًا وإضرارًا ثقيلاً.