responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 496

قال: بل لا يصلح لها إلا هذا.. لقد طبق هذا في أجيال طويلة في بلاد المسلمين.. عزل فيها الحاكم إلا عن دوره التنظيمي الذي يحفظ به المجتمع من الفتنة.

قلت: قد يصلح ما تقول مع مجتمع كله يدين بالإسلام.. ولكنه لا يصلح مع مجتمع فيه أقليات.

ابتسم وقال: لقد كان من الشخصيات الكبرى التي اخترناها لتحكمنا شخصيات من مختلف الأديان والمذاهب والطوائف.. نحن لا نريد من هؤلاء أن يصلوا بنا.. بل نريد منهم أن ينظموا حياتنا بما لديهم من خبرة.. هل تراك تسأل الطبيب الذي يطبك عن دينه؟.. أو تراك تسأل الشرطي الذي ينظم حركة المرور عن مذهبه؟

قلت: لا..

قال: فكذلك نحن.. لا يهمنا من الحاكم إلا ما له من قدرات..

قلت: والشؤون الخاصة للأقليات.

قال: لقد علمنا ديننا أن نحترم الخصوصيات.. الحاكم العادل هو الذي ينشر العدل والفضيلة لا الذي يقهر الناس على اتباع دين أو مذهب.

قلت: لقد حصل في التاريخ مثل هذا.. ألا تذكر زمن المأمون؟

قال: نحن لا نستمد ديننا من التواريخ.. بل نستمده من مصدريه الأصليين: كلام ربنا، وهدي نبينا.

قلت: أنا متشوف لرؤية الحاكم الجديد، فكيف لي أن أراه؟

قال: تعال معي.. فقد علمت أنه سيلقي خطابا بعد ساعة.. والرعية كلها متشوفة لسماعه.

سرت معه إلى بيته.. وهناك أكرمني غاية الإكرام.. ولم يطل الأمر حتى ظهر الحاكم الجديد على شاشة التلفزيون.. وقد امتلأت بالعجب عندما رأيته.. لقد كان أشبه الناس بمحمد

نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 496
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست