قال: لا حاجة لكثير منها.. ذلك أنها لا ترتبط بالأشعة التي
نلتها.. لقد أخبرتك أني لن أحدثك إلا عن الأشعة التي نلتها من شمسه a.
قلت: فحدثني عن القليل الذي يرتبط بهذه الأشعة.
قال: لقد جاءتني رسالة من أخي تستحثني إلى الرجوع إلى بلادي..
وتستعجلني في ذلك.. فلم أجد إلا أن ألبي طلبه.. فأنت تعلم مدى الاتصال بيني وبينه..
إنه يكاد يكون نفسي التي بين جنبي.
في المطار.. وبينما أنا أهم بالركوب إذا بي أسمع مناديا
ينادي باسمي.. فامتلأت من المخافة..
لقد خطر على بالي أنهم اكتشفوا أمري.. وعرفوا ما الذي جئت من
أجله.. وأني لا محالة سأمر على وزارة الحزم لتنفذ في ما سنت هذه الدولة الجديدة من
العقوبات الرادعة.
لكني ما إن دخلت إلى مكتب المسؤول الذي ناداني حتى رأيت ما
ملأني بالعجب.
لقد رأيت المسئول الكبير نفسه ينهض من مكتبه، ويصافحني
بحرارة، ويقول لي: اعذرنا أيها الأب الفاضل أن زجت بك حكومتنا السابقة في السجن..
لم يكن ذلك برضانا.. فلذلك تقبل منا هذه المكافأة كتعويض لك عن بعض الضرر الذي
أصابك.
مد يده إلى ظرف.. فيه مبلغ محترم من المال، وقال: خذ هذا
المال.. هذا بعض ما تستحقه.. فاعذرنا.
استحييت من قبض المال، وقلت: لا بأس.. استعينوا به على تسيير
أموركم.. أنا ـ بحمد الله ـ ميسور الحال، ولا أحتاج أي مال.
رده إلي بإلحاح، وقال: لا.. هذا حقك.. والحق عندنا لا يتنازل
عنه.
قلت: خذه أنت.. لقد سمحت لك به.
قال: لا يحق لي شرعا أن آخذه.. هذا بالنسبة لي رشوة.. لقد
استعمل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم