responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 500

عاملا، فجاءه العامل حين فرغ من عمله، فقال : يا رسول الله، هذا لكم، وهذا أهدي لي، فقال له : أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك فنظرت أيهدى لك أم لا؟ ثم قام رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم عشية بعد الصلاة، فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال : (أما بعد، فما بال العامل نستعمله، فيأتينا فيقول : هذا من عملكم، وهذا أهدي لي، أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر هل يهدى له أم لا، فوالذي نفس محمد بيده، لا يغل أحدكم منها شيئا، إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، إن كان بعيرا جاء به له رغاء، وإن كانت بقرة جاء بها لها خوار، وإن كانت شاة جاء بها تيعر) [1]

قلت: فتصدق به على الفقراء.. لقد سمحت لك أن تقوم بذلك بدلا عني، فأنت أعرف بهذه المدينة مني.

قال: هناك جهة مختصة بهذا.. ولها محال في كل الجهات.. ولها في هذا المطار مكتب خاص، فإن شئت أن تدفعه لها، فافعل..

قلت: دلني عليها.

ذهبت إليها، كما أرشدني، وقد تعجبت من سلوك هذه الجهة أيضا.. فهي لم تقبل مني هذا المبلغ بالسهولة التي تعودت بها الجمعيات الخيرية أن تقبل أموال المحسنين.

لقد دلني الموظف على المشاريع التي ينوون أداءها، وترك لي الفرصة لأن أختار الجهة التي أضع فيها مالي، وقد أعجبتني بعض ما طرح من مشاريع، فطلبت بأن يوضع المال فيها، فأعطاني وصلا بالمبلغ، وأخبرني أن لي الحق في أن أتأكد في أي وقت أشاء من وصول المال إلى محله.

ركبت الطائرة بعد ذلك..

وقد فوجئت عند نزولي منها بأمرين كلاهما ملآني بالعجب:


[1] رواه البخاري ومسلم وغيرهما بألفاظ مختلفة.

نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست