وقد ترك a لآبائنا من الهدي ما جعلهم يمتلئون رحمة لنا
في هذا الباب، كما امتلأوا رحمة في غيره[2].
ومن ذلك أمره a بتربية الأبناء على الصلاة.. وعلى الحرص
عليها.. تطبيقا لقوله تعالى:﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ
عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى
(132)﴾ (طه)
فقد قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يدعو الآباء للتشدد مع الأبناء في شأن
الصلاة:(علموا الصبي الصلاة لسبع سنين واضربوه عليها ابن عشر سنين)[3]
هنا قام يونسيف، وكأنه قد ظفر بضالته، وقال: ها.. ها.. ها هو يذكر دعوة
محمد لضرب الصبيان.
ابتسم عبد الله، وقال: أرأيت – حضرة
البروفيسور الكبير – لو أن ولدك أصابه مرض استدعى أن يشرب دواء
مرا.. أو يرتمي بين يدي جراح ليعمل سكينه في جسده الضعيف.. أترى ذلك قسوة؟
قال يونسيف: لا.. ولكن ما علاقة هذا بهذا؟
قال عبد الله: لقد أمر نبينا a الآباء أن يستعملوا
كل الأساليب الهادئة المسالمة مع أبنائهم.. أمرهم بالحوار معهم لإقناعهم.. وأمرهم
بموعظتهم.. وأمرهم بأن يكونوا قدوة صالحة لهم..
[2] ذكرنا التفاصيل الكثيرة المرتبطة
بهذا في كتاب خاص من سلسلة (فقه الأسرة برؤية مقاصدية) بعنوان (الأبعاد الشرعية
لتربية الأولاد)
[3] رواه أبو داود والترمذي
وغيرهما بأسانيد صحيحة. قال الترمذي: هو حديث حسن ، ولفظ أبي داود: (مروا الصبي
بالصلاة إذا بلغ سبع سنين ، وإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها)