كنت أسمع بهذا، ولا أستغربه، فلكل صاحب دين الحق في أن يدعو لدينه.
ولكن الذي حول صورتها في عيني هو التزييف.. فللمرئ الحق في أن يدعو
لدينه، ولكن ليس لديه أي حق في أن يزور الحقائق.
في ذلك اليوم.. وبعد أن حضرت جموع كثيرة من المرضى.. بدأت المحاضرة.. وقد
فوجئت عندما رأيت المحاضر.. لقد كان رجلا أعرفه تمام المعرفة.. وقد كان ذلك ما
ملأني ألما.
لقد كان ذلك الرجل كالشيطان.. أو هو الشيطان نفسه..
كان اسمه (الدكتور منجل).. وقد كان في فترة الحكم النازي يقوم بتجاربه
على التوائم.. وكانت له طرق مميزة في تجاربه.. فقد كان من تجاربه أنه يفصل
التوأمين ويضعهما في غرفتين منفصلتين، ثم يعذب أحدهما أحياناً ليدرس أثر عملية
التعذيب على الآخر، بل كان يقتل أحدهما لدراسة أثر هذه العملية على الآخر.. حتى أن
بريمو ليفي قال: (إن ألمانيا النازية هي المكان الوحيد الذي كان بوسع العلماء أن
يدرسوا فيه جثتى توأمين قُتلا في نفس اللحظة)
وقد علمت بعد ذلك أن دراسات منجل على التوائم لا تزال أهم الدراسات في
هذا المجال، ولا تزال الجامعات الألمانية والأمريكية تستفيد من النتائج التي توصل
إليها الباحثون العلميون الألمان في ظروف فريدة لم تُتح لعلماء غيرهم من قبل ومن
بعد.. وقد أُثيرت مؤخراً قضية مدى أخلاقية الاستفادة من معلومات تم الحصول عليها
في مثل هذه الظروف التجريبية الجهنمية، وبهذه الطريقة الموضوعية الشيطانية[2].
[1] هل المنصّرون أولى؟،
الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشايع، الرسالة، صدرت عن أطباء الحرمين بمناسبة المؤتمر
الثالث – رجب 1423هـ.