أجياله بالبقاء هو (الرحمة).. لقد رأيت أنها الوصف الغالب فيه.. فهي اسم إله المسلمين.. وهي اسم نبيهم.. وهي القاسم المشترك في جميع تشريعاتهم..
وقد رأيت من خلال الواقع أن سلوك الرحمة الذي سلكه الدعاة من المسلمين هو السبب الأكبر في انفتاح القلوب على الإسلام.
ولذلك رأيت أن خلع الرحمة من الإسلام ومن المسلمين هو خلع للإسلام نفسه .. خلع له من الوجود.. وخلع له من الاستمرار.
قال رجل منا ـ وهو يبتسم ـ: لو كانت الرحمة سنا لخلعناها.. ولكنها وصف.. وهي وصف خفي تمتلئ به جوانح القلوب.. فكيف نصل إليها؟
قال: ما فعلناه مع السلام والعدالة نفعله مع الرحمة.
قلنا: لم نفهم.
قال: أليس الناس على دين علمائهم وملوكهم؟
قلنا: بلى..
قال: فلنكون المدارس التي تنتج علماء ممتلئين غلظة وجفارة.. ولنكون المدارس التي تنتج ساسة وحكاما ممتلئين قسوة وظلما.
قلنا: وما علاقة ذلك بالإسلام؟
قال: الإسلام يمثله هؤلاء.. والناس لا يعرفون الإسلام إلا من خلال هؤلاء.. سوف نري العالم أجمع من خلالهم أن الإسلام دين القسوة والغلظة والجفاء.
قلنا: لا زلنا إلى الآن ننتظر تفاصيل الخطة.
قال: ألا ترون أن للرحمة تجليات يتبين من خلالها الراحمون من القساة؟
قال: فلنبدأ بها.