وإذا جرؤ إفريقى على نقد هذا النظام، وقف عند حده، بالزج فى السجن، أو
النفى دون محاكمة..
ويعمل بمناجم الذهب بالترنسفال ما يقرب من 400000 إفريقى و20000 أوروبى،
ويعمل حوالى نصف الإفريقيين بالقوة، كما يرحل حوالى 63000 بالقوة أيضا إلى عدة
جهات، مثل نيوزيلندا وروديسيا الشمالية، وتنجانيقا، كذلك يمكن إحضار 100.000 عامل
سنويا من مقاطعة جنوب شرق إفريقيا البرتغالية بموزمبيق للعمل بالمناجم.. ويمكن
القول بأن جميع هؤلاء العمال مسخرون، لأن ما يصرف من أجور لهم ضئيل جدا، فبينما
يتقاضى الأوروبى عشرين شلنا يوميا، يتقاضى الإفريقى 2.8 من الشلنات مضافا إليها
الغذاء.
ويصل متوسط ما يتقاضاه الأوروبي خمسة وأربعين جنيها شهريا، أما السود
فليس لهم متوسط يذكر. ومن العجيب أن أرباح شركات التعدين باهظة، وتزيد على خمسين
مليونا من الجنيهات سنويا، حصة الحكومة منها 27.000.000 جنيه، ويوزع على أعضاء
الشركة ما ينوف على 17000000 من الجنيهات.
ورغم أن هذه الثروة إنما يأتى بها العمال الإفريقيون، لم تزد أجورهم منذ
عام 1914 حتى اليوم.
ولقد كان مستوى المعيشة فى جنوب إفريقيا قبل الحرب العالمية الثانية أكثر
جهات العالم ارتفاعا، ومازال كذلك حتى اليوم، ويضطر العامل الإفريقى إلى شراء
ضروراته من الأسواق الأوروبية، ومع ذلك لا يتقاضى أجورا أوروبية. وليس هناك قانون
يمنع الإفريقيين من تكوين الجمعيات التجارية أو الصناعية، غير أنهم لا ينتفعون
بمثل هذه المشروعات أمام البيض الذين تعمل القوانين على حماية منتجاتهم وتجارتهم،
وعلى دوام استيطانهم للبلاد التى غلبوا عليها..
أغلق ذو البجادين الكتاب، ثم التفت إلى زويمر وصاحبه، وقال: هذا هو السبب
الحقيقي