responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 223

والأكبر للفقر.. وأنتم ترون أنه لا علاقة للإسلام بذلك.

ضحك الوكيل بصوت عال، وقال: عجبا لك في استدلالك.. ما أغربه.. لقد ذكرت نموذجا هو أبعد النماذج عما تريده.. فجنوب إفريقيا نملكها نحن، ولا يملكها الإسلام.. فكيف تستدل بها؟

ابتسم ذو البجادين، وقال: لا تزال فيكم روائح الاستعمار والعنصرية.. جنوب إفريقيا لأهل جنوب إفريقيا.. نحن في الإسلام نعتقد أن كل من أحيا أرضا مواتا فهي له.. نحن لا نتعلق بالأرض.. ولا ننزع الأرض من أهليها.. ولا ننسب الأرض لغير أهلها.

ولكن مع ذلك سأذكر لك نموذجا مما تريد.. سأذكر لك نموذجا يعتبره قومك، وكثير من قومي نموذجا للحضارة.. لاشك أنكم تعرفونه.. إنه نابليون ذلك المجرم المغرور الذي اجتهد الكل في تحسين صورته التي لا يمكن أن تتحسن.. لأن المستبد الظالم يبقى مستبدا ظالما، ولو غسل بجميع بحار الدنيا.

وسأذكر لكم من خلاله نموذجا عن بلد من بلاد الإستعمال أعمل فيه هذا المجرم من السلب والنهب ما لا يزال أثره إلى اليوم..

لقد ذكر المؤرخون الثقاة أنه[1] عندما دخل نابليون بجنوده مدينة القاهرة اتخذ هو وقومه سياسة جديدة اجتهدوا أن يكفكفوا فيها لصوصيتهم المأثورة، وأن يلبسوا زيا يخدعون فيه الناس عن حقيقتهم، فادعى نابليون الإسلام، ثم زعم أنه هو وجيشه ما جاءوا إلا ليردوا للشعب حقوقه التى غصبها المماليك، فماذا كان من أمرهم؟

كان من أمرهم أن قاموا من كبيرهم إلى صغيرهم، بأخس أعمال اللصوص.. ابتداء من نابليون إلى أحقر جندى.


[1] المعلومات التي نذكرها هنا نقلناها من كتاب (الاستعمار أحقاد وأطماع) لشيخنا محمد الغزالي، وهو بدوره نقل أكثره من مؤرخ مصر الكبير (الجبرتي)

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست