بالمشايخ، فتكلم المشايخ لهم، ولطفوا السلفة إلى نصف المطلوب)
واستمر الفرنسيون على هذه (البلطجة) يأخذون المال من الناس جبرا باسم
السلفة تارة.. وغصبا وسلبا تارة أخرى.. وكانت جنودهم قد تفرقت فى قرى الريف ومدن
الأقاليم فكانوا يصنعون مع أهل القرى ما يصنعه زملاؤهم مع أهل القاهرة، من أخذ
المال بأساليب (البلطجية) الذين يعيشون (تلقيحة) على عباد الله، يغتصبون أموالهم
بكل وسيلة من وسائل القوة والتهديد..
قال وكيل زويمر: فلم لم يثر هؤلاء.. أليس الإسلام هو الذي منعهم من ذلك..
أليس الإسلام هو الذي جعلهم يرضخون لكل من ينيلهم ألوان الهوان؟
ابتسم ذو البجادين، وقال: هل تدري أن أن جزيرة (مدغشقر) ثارت بعد الحرب
العالمية الثانية تطلب حريتها، فكان جزاء الثائرين أن تحركت القوات الفرنسية،
وقتلت من الأهلين ثمانين ألف نسمة!.. ثمانين ألف نفس فى ضربة واحدة! لقد داخ
الثوار إثر هذه المجزرة، وساد الجزيرة الصريعة صمت مطبق، وقضى على حركة التحرر
فيها قضاء لا يعرف مداه، وركنت بقية الأحياء إلى الخنوع وهم فى فزع لمقتل الآباء
والأبناء، والأمهات والبنات بهذه الصورة المسرفة!!
أما الفرنسيون فقد استأنفوا حمل مشعل الحضارة مع غيرهم من مؤسسى هيئة
الأمم المتحدة..
أتدري ماذا حدث فى (كينيا؟)
إن قبائل (ماوماو) ثارت هى الأخرى تطلب حريتها من الإنجليز المحتلين،
واستطاعت هذه القبائل أن تكون جيشا على شىء من النظام والدربة، له قائد برتبة
(جنرال)، ودارت رحى القتال بين البيض والسود، وبين قبائل الإنجليز السكسون، وقبائل
الزنوج الإفريقيين، وكانت حربا لا تكافؤ فيها ولا شرف.