كان قادة (الماوماو) يشنقون إذا سقطوا فى الأسر، وضرب المستعمرون
الأقوياء نطاقا حول وسط أفريقيا، ثم شرعوا فى صمت يبيدون أهل البلاد، ويقتلونهم
بالعشرات والمئات، حتى تم لهم الإجهاز على الثورة والثائرين.
لقد أعلن ناطق عسكرى منذ أيام أنه لم يبق من هؤلاء سوى 250 أو 300 على
الأكثر..
إذن لقد أبيدت عشرات الألوف من هؤلاء الطالبين بحقوق الإنسان، ولعل
كثيرين لا يعلمون أنه ـ حين كانت هذه الجماعات تباد بمختلف الوسائل.
أذاع الإنجليز فجأة أن وحوشا مفترسة تأكل البشر قد ظهرت بكثرة، وانتشرت
فى مواطن أولئك المجاهدين، وأنها تفتك بهم فتكا ذريعا، وأن حملات عسكرية وجهت
لإبادة هذه الوحوش، ونجحت فى إبادتها، وأغلب الظن أنه لم تكن ثمة وحوش، لكنهم
أرادوا تغطية جرائمهم البشعة أمام العالم، فاختلقوا هذه المزاعم ليلصقوا بالوحوش
البريئة تهمة إبادة البشر، على حد المثل (رمتنى بدائها وانسلت).. لقد كانوا وحدهم
الوحوش التى أكلت البشر.
^^^
لم يجد زويمر ما يرد به على الحقائق الكثيرة التي ذكرها ذو البجادين،
فراح يحاول تغيير الموضوع.. فقال: نحن لم نجتمع هنا لندرس التاريخ.. فلكل أمة
مساوئها التاريخية وجرائمها..
نحن هنا اجتمعنا لنبحث في الفكر السامي النبيل الذي يخرجكم من جحيم الفقر
إلى جنة الغني..
وقد ذكرت لكم من الأدلة ما يكفي للبرهنة على أن النصوص المقدسة للمسلمين هي
التي تحمل الفيروس الذي يجعل من الفقر صديقهم الصادق الذي لا يمكنه أن يفارقهم،
ولا يمكنهم أن يفارقوه.
ابستم ذو البجادين، وقال: أنت تريد مني إذن أن أجيبك عن المعاني التي
تحملها تلك