قال زويمر: لا يمكن للمعاني التي تطرحها تلك النصوص أن يجمل صورتها أحد
من الناس.
قال ذو البجادين: أنا لا أريد أن أجمل صورتها.. فالقبيح يبقى قبيحا، حتى
لو وصفته بأجمل الأشعار.. ولكني أريد أن أذكر المعاني التي تحملها.. وهي معان تنطوي
ضمن منظومة شاملة عالج بها الإسلام الفقر والفقراء..
الإسلام نظر إلى الفقير كإنسان.. والإنسان فيه جانب مادي هو جسده.. وهو
جانب يحتاج غذاء وكساء ومأوى وغير ذلك من الضرورات.. وقد دعا الإسلام إلى توفير كل
ذلك بكل الأساليب..
ولكنه لم يكتف به.. فللفقير جانب آخر يحتاج إلى الرعاية.. ولا يمكن أن
نرحمه إن لم نرع فيه ذلك الجانب.
قال وكيل زويمر: وما هو؟
قال ذو البجادين: نفسه.. وروحه.. وحقيقته.. ومعناه.. كل هذه يصيبها من
الفقر ما يصيب الجسد، وهي تحتاج لذلك إلى معاملة خاصة.. ربما كانت أهم من المعاملة
المادية نفسها.
ولهذا فقد ورد في النصوص المقدسة النهي عن المساس بنفس الفقير بأي أسلوب
من الأساليب: