responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 24

الرحمة؟

سأضرب لك مثالا يقرب لك ذلك.. لقد ذهبنا إلى أراضي المستضعفين نستولي عليها ونتسلط.. ونحن نزعم لهم مع ذلك أن قصدنا هو رحمتهم.. رحمتهم بإخراجهم من التخلف إلى الحضارة.

قال: ولكن كير الامتحان يميز الخبيث من الطيب، والغليظ من اللين، والقاسي من الرحيم.

قلت: وما كير الامتحان؟

قال: أليس قومك يهتمون بالنتائج قبل الوسائل.. فلذلك يتذرعون بكل وسيلة للحصول على ما يرغبونه من النتائج؟

قلت: ذلك صحيح.. وهم يعبرون عن ذلك بأن الغاية تبرر الوسيلة.

قال: فكير الامتحان هو النظر إلى النتائج.. فبذور الشوك يستحيل أن تنبت ثمار العنب.

قلت: أتقصد أن ننتظر النتائج حتى نرى حقيقة الدوافع؟

قال: أجل.. فالنتائج هي التي تبين المنطلقات.. فلا يمكن أن يخرج إلى الوجود إلا ما بذر في أرض النفوس.

قلت: إني أرى أقواما يحملون رايات كثيرة قد التبست علي فلم أدر أهي رايات رحمة أم رايات قسوة؟

قال: لا تنظر إلى الرايات.. وانظر إلى ما يحركها..

قلت: لم أفهم.

قال: أرأيت الطبيب الذي يضطر إلى إجراء عملية جراحية لولد صغير.. فتقف في وجهه الرايات الكثيرة تدافع عن الطفل.. وترمي بالحجارة وجه الطبيب، لكونه يريد أن يقسو على الولد.

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست