[1].. قامت، وقالت بصوت جهوري قوي: ما أجمل
ما دعوتنا إليه.. فلا يمكن للإنسان أن يتحقق بإنسانيته ما لم يتحقق بالقوة التي
تستدعيها إنسانيته..
ولكنا مع ذلك نرى أن التوفيق أخطأك.. فلم تر بصيرتك
المحل الصحيح الذي تجد فيه القوة.. القوة التي لا يغلبها شيء، ولا يعجزها شيء[2].
لقد دعوتنا إلى الثقة بالنفس... وهذا شيء جميل.. ولا ينبغي لعاقل أن
يخالفك فيه.
ودعوتنا إلى الإنسان.. أو السوبرمان.. الذي يمشي بخطوات ثابتة وجنان
مطمئن.. والذي يحمل صورة الصامد في وجه أعاصير الفتن.. وصورة المبتسم المتفائل
رغم الصعاب.. وصورة ذلك الذي يجيد النهوض بعد أي كبوة.. وصورة ذلك الذي يمشي نحو
هدفه لا يتلفت ولا يتردد..
وكل هذه الصور صور جميلة؛ كل واحد منا يطمح أن يمتلكها، وكل واحد منا يود
لو يغيّر واقع حياته عليها.
ولكنا مع ذلك نرى أن هذه الصور لو اقتصرنا عليها.. فسنقع في الوهم.. فنحن
مع قوتنا
[1] أشير به إلى أم البنين،
وهي زوجة علي تزوّجها بعد وفاة فاطمة الزهراء ،.. وهي فاطمة بنت حزام من قبيلة بني
كلاب، وهي أخت لبيد الشاعر كانت امرأة شريفة ومن أسرة أصيلة ومعروفة بالشجاعة.
وكانت تبدي محبة فائقة لأولاد الزهراء عليها السلام.
أنجبت من عليّ أربعة أبناء
هم: العباس، جعفر، عبد الله، عثمان، استشهدوا بأجمعهم مع الحسين في يوم
الطف(الكامل لابن الأثير333:3 أدب الطف72:1).
دأبت بعد استشهاد أبنائها
على الذهاب يوميا إلى البقيع وتأخذ معها أبناء العباس، وتندب أبناءها وكانت نساء
المدينة يبكين أيضا لبكائها، وكانت ترثي ولدها العباس بقصائد من الشعر(سفينة
البحار510:1)
كانت هذه المرأة الجليلة أم
الشهداء الأربعة تسمّى قبل ولادة أبنائها بفاطمة؛ ولكن أصبحت تدعى من بعد ولادتهم
بأمّ البنين، كان عمر العباس 34سنة، وعبدالله 25سنة، وعثمان 21سنة، وجعفر 19سنة.
(انظر: موسوعة عاشوراء)
[2] رجعنا في هذا الحديث
لمقال جميل كتبته (فوز بنت عبد اللطيف كردي) بعنوان (وقفه مع الثقة بالنفس) في
مجلة البيان.. وقد تصرفنا فيه بالطريقة التي تعودنا عليها في هذه السلسلة.