وهو منهج يتبرأ صاحبه أن يكون خصيماً مبيناً لربه الذي خلقه ورباه بنعمه،
أو ينازعه عظمته وكبرياءه.
وهو منهج لا يتوافق مع مذهب (القوة) الذي يقول زعيمه (نيتشه): (سنخرج
الرجل السوبرمان الذي لا يحتاج لفكرة الإله!
وهو منهج يصادم (الثيوصوفي وليام جيمس) ومذهبه البراجماتي، ومطبقي فكرة
باندلر وجرندر، ومن بعدهم، وغيرهم ممن يصيح كل حين: (أنا أستطيع.... أنا قادر....
أنا غني... أنا أجلب قدري...)
صاح بعض المستمعين قائلا: ولكن الله تعالى خاطبنا بقوله:﴿ وَلَا
تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ.. (139)﴾ (آل عمران)
نظرت إليه أم البنين، وقالت: لا تقطع الآية.. فكلام ربنا يؤخذ جميعا..
لقد قال الله تعالى:﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ
الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)﴾ (آل عمران).. لقد ربط الله
العلوم بالإيمان، فمنه يستمد العلو، وبدوام الإلحاح والطلب منه تحقق الرفعة.
وقال في آية أخرى::﴿ فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ
وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
(35)﴾ (محمد)
انظر.. لقد ربط الله العلو في هذا بمعية الله.. فلا يمكن لمن لم يكن الله
معه أن يظفر بأي علو، أو يحلم بأي رفعة.
قام آخر، وقال: ولكن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال:(المؤمن القوي
خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)[2]
[1] إشارة إلى حديث الأبرص
والأقرع والأعمى.. رواه البخاري ومسلم.