الأرض، إن تظاهر عليه أهل الباطل، فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين،
والملائكة بعد ذلك ظهير.. فكيف يضعف أمام البشر ومن ورائه الملائكة؟.. بل كيف
ينحني للخلق ومعه الخالق؟ ﴿
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ
فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
(173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ
وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)﴾ (آل عمران)
بعد هذا، فإن المؤمن يستمد قوته من الخلود الذي يوقن به، فحياته ليست هذه
الأيام المعدودة في الأماكن المحدودة، بل إنها حياة الأبد، وإنما هو ينتقل من دار
إلى دار.
هذا عمير بن الحمام الأنصاري في غزوة بدر يسمع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول لأصحابه:(والذي نفسي بيده ما من رجل يقاتلهم اليوم - المشركين-
فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة)، فيقول عمير: بخ بخ،
فيقول: مم تبخبخ يا ابن الحمام؟ فيقول: أليس بيني وبين الجنة إلا أن أتقدم فأقاتل
هؤلاء فأقتل؟ فيقول الرسول a: بلى، وكان في يد عمير تمرات يأكل منها
فقال: أأعيش حتى أكل هذه التمرات؟ إنها لحياة طويلة! وألقى التمرات من يده وأقبل
يقاتل ويقول: