معشر اليهود.. والله والله إنكم لمن أبغض خلق الله إلي.. وما ذاك بحاملي
أن أحيف عليكم.. أما الذي عرضتم له من الرشوة فإنها سحت، وإنا لا نأكلها. فلم يملك
اليهود إلا أن قالوا: بهذا قامت السموات والأرض.
ومن ثمار هذه القوة شجاعته في مواطن البأس وثباته في موضع الشدة، فهو لا
تتزلزل له قدم، ولا يتزعزع له ركن، لا يخشى الناس قلوا أو كثروا، ولا يبالي
بالأعداء وإن أرغوا وأزبدوا، انسدت أبواب الخوف كلها في نفسه، فلم يعد يخاف إلا من
ذنبه، ومن سخط ربه.
إذا قيل له: إن أعداءك أكثر عدداً تلا قوله تعالى:﴿..كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ
فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) ﴾
(البقرة)
إنه يسير بمعونة الله، وينظر بنور الله، ويقاتل بسيف الله، ويرمي بقوة
الله:﴿ فَلَمْ
تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ
وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا
إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)﴾(الأنفال)
ومن ثمار هذه القوة إخلاصه القول والعمل والنية لوجه ربه، فتراه يعمل
الخير، ويحارب الشر، وإن لم يكن له فيه نفع مادي، ولا هوى شخصي، لا يهمه الشهرة
ولا المحمدة ولا رضا