حبوب اليمامة، فآلى على نفسه أن لا يرسل لقريش شيئاً من الحبوب حتى
يؤمنوا، فجهدوا جهداً شديداً فلم يرَوا بُدّاً من الاستغاثة برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فكتب a إلى ثمامة أن يخلِّي بينهم وبين حبوب
اليمامة، ففعل.
بل امتد أثر دخوله في الإسلام على أساس من الاختيار والرغبة الصادقة إلى
ما بعد حياة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ذلك أنه لما ارتد بعض أهل اليمامة، ثبت
ثمامة ومن اتبعه من قومه على الإسلام، وصار يحذر المرتدين من أتباع مسيلمة الكذاب،
ويقول لهم:(إياكم وأمراً مظلماً لا نور فيه، وإنه لشقاء كتبه الله عز وجل على من
أخذ به منكم، وبلاء على من لم يأخذ به منكم)، ولما لم يجد النصح معهم خرج هو ومن
معه من المسلمين وانضموا للعلاء بن الحضرمي مدداً له، فكان هذا مما فتَّ في عضد
المرتدين، وألحق بهم الهزيمة.
بالإضافة إلى هذا، فإنه لم يثبت أن الرسول a ضرب الرق على أسير من الأسارى، بل أطلق أرقاء مكة، وأرقاء بني المصطلق،
وأرقاء حنين.
وثبت عنه أنه a أعتق ما كان
عنده من رقيق في الجاهلية، وأعتق كذلك ما أهدي إليه منهم.
حقوق
جلس بلا، فقام سلمان، وقال: سأحدثكم أنا عن العلاج الثاني الذي وضعه
الإسلام لعلاج الاستعباد.
قال توم: ما اسم هذا العلاج؟
قال سلمان: حفظ حقوق المستعبدين.
قال توم: وما جدوى هذا العلاج ما دام الرقيق يظل رقيقا؟
قال سلمان: إذا وجد الرقيق الحياة الكريمة الطيبة، والتي لا تختلف عن
حياة الأحرار لن