قال توم: إن هذا مداره على نوع الحقوق التي يتمتع بها.
قال سلمان: لقد ساوى الإسلام بين العبد والحر فى كل الحقوق الدينية، وفى
أغلب الحقوق المدنية، ولم يكن التمييز في بعض هذه الحقوق إلا لمصلحة الأرقاء
مراعاة للاستضعاف والقيود التى يفرضها الاسترقاق على الإرادة والتصرف.
فالمساواة تامة فى التكاليف الدينية، وفى الحساب والجزاء، وشهادة الرقيق
معتبرة عند كثير من الفقهاء، بل هي الأرجح، وله حق الملكية فى ماله الخاص، بل ورد
في النصوص الحث على إعانته على شراء حريته بنظام المكاتبة والتدبير، كما قال تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ
مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ﴾ (النور:33)
وزيادة على هذا كله، فإن الدماء متكافئة فى القصاص..
قال توم: ولكن فقهاء المسلمين ينصون على أن الرقيق لا يرث.
قال سلمان: وذلك في مصلحته.. فلو كان له الحق في الإرث لاحتفظ به سيده
لنفسه، ولم يعتقه طمعا في وفاة بعض مورثيه لينال مما يصيبه من تركته.
قال توم: ولكن الرقيق قد لا يهتم بالكثير مما ذكرت من حقوق.. إنه يبحث عن
الحياة الإنسانية الكريمة التي تجتمع فيها جميع متطلبات الحياة النفسية
والاجتماعية.
قال سلمان: وقد وفر الإسلام جميع ذلك.. وفي أرقى الدرجات.. بل إن الرق
الذي كان أكبر مصادر الاستغلال والثراء لملاك العبيد، حوّله الإسلام بفضل القيم
التى جاء بها إلى ما يشبه العبء المالى على ملاك الرقيق.. فإنه قد طلب من مالك
الرقيق أن يطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه من العمل مالا يطيق.. بل
طلب منه إلغاء كلمة العبد والأمة لما فيها من إهانة، واستبدالها بكلمة الفتى
والفتاة.