وقد ذكر a أن الإحسان إلى المملوك من الصدقات التي
يجازى المؤمن عليها، فقال:(ما
أطعمت نَفْسَك فهو لك صدقةٌ، وما أطعمتَ وَلَدَكَ فهو لك صدقة، وما أطعمت
زَوْجَتَكَ فهو لك صَدَقَةٌ، ومَا أطعَمْتَ خَادِمَكَ فهو لَك صَدَقَهٌ)[1]
ورغب a في تعليمهم وتأديبهم، فقال:(من كانت له
جارية فعلمها، وأحسن إليها وتزوجها، كان له أجران في الحياة وفي الأخرى: أجر
بالنكاح والتعليم، وأجر بالعتق) [2]
قال توم: ألم تكن هذه النصوص مجرد توجيهات لم تجد
أحدا يستمع لها؟
قال سلمان: لا.. ما كان للمسلمين أن يهملوا التعاليم
العظيمة التي جاء بها نبيهم.. لقد ورد في الأخبار الكثيرة المتواترة تجليات تلك
التعاليم المقدسة:
فعن المعرور بن سويدٍ قال: رأيت أبا ذرٍ، وعليه حلةٌ، وعلى غلامه مثلها،
فسألته عن ذلك، فذكر أنه ساب رجلاً على عهد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فعيره بأمه، فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(إنك امرؤٌ فيك جاهليةٌ: هم إخوانكم وخولكم،
جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده؛ فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما
يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم)[3]
وقد ذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني من العهود المحمدية عهدا مرتبطا
بالإحسان إلى العبيد، ذكر فيه موقف الأولياء منه، ونظرتهم إليه، فقل:(واعلم يا أخي
أنك لو أحسنت إلى عبدك مدى الدهر لا تقوم بواجب حق عبدك عليك لأنه بالأصالة إنما
هو عبد الله كما أنك