قال زيد: والسادة عادة يكونون من الأغنياء، أو ممن لهم نصيب وافر من
المال.
قال توم: هذا صحيح.
قال زيد: فالعبد الذي يتوفر له كل هذا.. ثم لا يكون له من الحرف ما يقدر
به على الاشتغال لن يجد حياة أفضل من حياة العبودية التي تؤمن له جميع أسباب الرزق
التي يستوي فيها مع الأغنياء من غير تعب كبير..
لقد جوستاف لوبون يقرر هذا:(إن الذي أراه صادقاً هو أن الرق عند المسلمين
خير منه عند غيرهم، وأن حال الأرقاء في الشرق أفضل من حال الخدم في أوروبا، وأن
الأرقاء في الشرق يكونون جزءاً من الأسرة.. وأن الموالي الذين يرغبون في التحرر
ينالونه بإبداء رغبتهم.. ومع هذا لا يلجأون إلى استعمال هذا الحق)[1]
ولذلك ربط الله إذن السيد بالكتابة بمعرفته لمدى أهلية عبده للحياة
الاجتماعية منفصلا عنه.
قال توم: وكيف يعرف ذلك؟
قال زيد: بقدرة العبد على الكسب، وتخلقه بالأخلاق الاجتماعية التي تجعله
فردا ناجحا في حياته..
قال توم: لقد ورد النص بإعانتهم، فما المراد منه؟
قال زيد: لقد قال تعالى مرغبا في إعانتهم:﴿ وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ﴾ (النور:33)..
وهو أمر صريح للسادة بإعانتهم في مال الكتابة، إما بأن يعطوهم شيئا مما في أيديهم
ـ أيدي السادة ـ أو يحطوا عنهم شيئا من مال الكتابة.. وقد ترك الشرع ذلك من غير
تحديد ليتنافس فيه المتنافسون،.