فقد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس، فاشتريت بها رقابًا فأعتقتهم)[1]
قال توم: ولكن بانتفاء عصر الرقيق انتفت الحاجة إلى هذا السهم، وتفرغت
الزكاة لغيرها من الأصناف.
قال زيد: لا.. لا تقل هذا.. فلا يزال العبيد في الأرض.
قال توم: كيف تقول هذا؟
قال زيد: هناك شعوب مستعبدة تحتاج من يفك رقابها..
قال توم: إن هذه فتوى خطيرة.
قال زيد: لا حرج على الفتوى إن صدرت من أهلها.
قال توم: فهل أنت من أهلها؟
قال زيد: لقد سمعت السيد رشيد رضا يجعل لسهم الرقاب مصرفًا في تحرير
الشعوب المستعمرة من الاستعباد إذا لم يكن له مصرف تحرير الأفراد[2].. وجاء من بعده الشيخ محمود شلتوت ـ وهو من
هو ـ ليقول بعد أن تحدث عن انقراض رق الأفراد:(ولكن ـ فيما أرى ـ قد حل محله الآن
رق هو أشد خطرًا منه على الإنسانية، ذلكم هو استرقاق الشعوب في أفكارها وفى
أموالها وسلطانها وحريتها في بلادها.. كان ذلك رق أفراد يموت بموتهم وتبقى دولهم
حرة رشيدة، لها من الأمر والأهلية ما لسائر الأحرار الراشدين، ولكن هذا رق شعوب
وأمم، تلد شعوبًا وأممًا هم في الرق كآبائهم فهو رق عام دائم، يفرض على الأمة بقوة
ظالمة غاشمة !! وإذن فما أجدر هذا الرق بالمكافحة والعمل على التخلص منه، ورفع ذله
عن الشعوب، لا بمال الصدقات فقط، بل بكل الأموال والأرواح)[3]