قال خباب: انتقل الولاء إلى أقاربه، لأن الولاء
كالنسب، ويقدم في الميراث الأقرب فالأقرب، وقد روي في الحديث أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال:(المولى أخ في الدين ونعمة يرثه أولى الناس بالمعتق)
قال توم: فما العلاج السلوكي التربوي؟
قال خباب: ما بثه الإسلام في النفوس المؤمنة من
المساواة بين البشر، فقد قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا
خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ
عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات:13)
وقد ذم الله تعالى اليهود والنصارى الذين دعاهم تميزهم عن سائر البشر إلى
اعتقاد بنوتهم لله، فقال تعالى:﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ
وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ
مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ
مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ (المائدة:18)
ولهذا استوت في الإسلام كل الأجناس والأعراق، لأن
الميزان الذين يوزنون به هو التقوى لا النسب ولا أي شيء آخر.
قام رجل من الحاضرين، وقال: لقد ذكرتني بتأثير هذا
الوعي في نفوس المجتمع الذي كان يمتلئ فخرا وكبرا، فقد قال الشاعر، وكان في أشرف
بطن في قيس، يقول:
وإني وإن كنت ابن سيد عامر وفارسها
المشهور في كل موكب
فما سودتني عامر عن وراثة أبى
الله أن أسمو بأم ولا أب
ولكنني أحمي حماها وأتقي أذاها
وأرمي من رماها بمنكب
قال خباب: لقد ذكرتني ببذور التعصب التي نبتت في
الأمة تريد صرفها عن هديها.
قال توم: فمن فعل ذلك؟
قال خباب: المستبدون، ومن شايعهم.. وقد روي أن الحجاج
لما خرج عليه ابن الأشعث