واعلم أيضاً أنك حينما تخطئ فإنك لا تسئ إلى نفسك فقط وإنما تسئ أيضاً
إلى الجسد الذي تنتمي إليه (الكنيسة)، كما أنك تسئ أيضاً إلى الله القدوس البار..
ولذا فإن الإنسان حينما يخطئ يطالب بأن يندم على خطيئته ويكرهها، ثم يقر بها أمام
الكنيسة وحينها يقوم الله بغفران هذه الخطايا.
وهذا ما فهمه المسيحيون الأوائل، وهذا ما نراه في سفر الأعمال حينما
يقول: (وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم) (أعمال: 19: 1.)..
وقد أعطيت الكنيسة ممثلة في الرسل ومن خلفهم من الأساقفة هذا السلطان من الرب يسوع
حينما قال: (كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السموات، وكل ما تحلونه على الأرض
يكون محلولاً في السموات) (متى: 16: 19)
وقال في سلطة الكنيسة: (وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة، وإن لم يسمع من
الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار، الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون
مربوطاً في السموات، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء) (متى 18: 17،
1)
وبعد قيامته قال لتلاميذه بعدما نفخ في وجوههم: (اقبلوا الروح القدس من
غفرتم خطاياه تغفر لهن ومن أمسكتم خطاياه أمسكت) (يوحنا: 20: 22، 23)
قال السجين: لكن.. ألا يمكن أن يكون المسيح قد أراد أن يكون هذا السلطان
عاما للجميع، وليس للرسل والكهنة فقط.. وبذلك يستطيع كل واحد منا أن يحل ويربط
كالرسل تماماً؟
قال القس: لا.. هذا لا يمكن.. فالخطاب الموجه في الآيات السابقة كان
موجها لقادة الكنيسة ممثلة في الرسل، كما أن أهل كورنثوس لم يستطيعوا ممارسة هذا
السلطان إلا حينما مارسه الرسول بولس مع زاني كورنثوس الشهير (1كو 5: 1- 5)