ولا ينبغي أن تنسى أن مواهب الروح قد قسمت على الجميع، وكما يقول الرسول:
(فإني أقول بالنعمة المعطاة لي لكل من هو بينكم أن لا يرتئي فوق ما ينبغي آن يرتئي
بل يرتئي إلى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقدارا من الإيمان) (رومية: 12: 3)
وهذا ما فهمه جميع الآباء في القرون الأولى ومارسوه بكل قوة وتكلموا عنه
وكتبوه في كتاباتهم التي مازالت باقية حتى اليوم ولا يستطيع أحد التشكيك فيها، ولا
أظن أن شخصاً منصفاً محبا لله ومهتماً بخلاص نفسه ينكر آيات الكتاب وتفاسيرها ومن
مارسوها ليقدم بدعة لا سند لها من الكتاب أو التاريخ أو أقوال الآباء.. وهل يستطيع
أحد أن بخرج لنا آية من العهد الجديد تقول: (لا تعترفوا على يد الكهنة)؟
من الأقوال المحكية في ذلك قول القديس كبريانوس (200 – 258م): (فليعترف كل منكم أيها الأخوة الأحباء بإثمه
مادام من إثم في هذا العالم وما دام ممكناً قبول اعترافه وما دامت المغفرة بواسطة
الكهنة مقبولة عند الله)
وبقول العلامة ترتليان (160 – 240م): (إن
كثيرين ينتبهون إلى الخجل أكثر من الخلاص فيهربون من الاعتراف سترة لهم ويؤخرونه
من يوم إلى يوم كمن أصابه مرض في الأعضاء المستحى منها فأخفى عن الأطباء مرضه
فيباد بخجله.. فإذا أخفينا نفوسنا عن معرفة الناس هل تخفى عن الله، وهل الأولى لنا
أن نهلك وذنوبنا مخفية من أن نحل وهي مكشوفة في التوبة)
لن أورد لك الآن كل أقوال الرسل أو شهادة آباء الكنيسة من الأجيال
المختلفة أو شهادة التاريخ أو الكتب الطقسية والتي تحتوي على الكثير عن الاعتراف
على يد الكهنة.. ولكني سأذكر لك شهادات المحتجين أنفسهم على سر الاعتراف من
(البروتستانت)