لقد قال مارتن لوثر[1] في كتاب تعليم الدين المسيحي المختصر
(ويعتبر من أهم كتاباته وهو عن طريق السؤال والجواب) في الفصل الخامس عن الاعتراف:
(عنوان: ماذا يجب أن يُعلَم الشخص المبتدئ عن الاعتراف؟ سؤال: ما هو الاعتراف؟
الإجابة: للاعتراف جزءان: أولهما أن يقر الشخص بخطاياه، وثانيهما أن
يتلقى المعترف الحل من المعرف confessor
(الشخص الذي يتلقى الاعتراف) كما من الله نفسه بدون شك في ذلك و باعتقاد راسخ أن
الله قد غفر خطاياه من خلال المعرف.
سؤال: ما هي الخطايا التي يجب أن يعترف بها الناس؟
الإجابة: حينما نتحدث مع الله يجب أن نذكر مع الشعور بالخزي والذنب جميع
خطايانا، حتى التي لا نعلم عنها شيئاً تماماً كما نفعل في (يا أبانا)،ولكن حينما
نجلس مع المعرف (أب الاعتراف) نذكر الخطايا التي فعلناها بإرادتنا والتي نشعر بها
في قلوبنا.
ويقول:(إني أعتبر الاعتراف الشخصي شيئاً ثمينا جداً ونافعاً للصحة
الروحية، آه.. في الحقيقة من المؤلم جداً لكل المسيحيين إذا لم يكن هناك اعتراف
خاص ويجب أن يشكروا الله بكل قلوبهم أن الاعتراف مسموح ومتاح لهم)[2]
ويقول:(من الممكن أن يكون للتوبة صفة سر من الأسرار المقدسة لكنني أبكي
على انتهاك الكنيسة[3] لهذا السر)
ويقول جون كلفن[4] عن الأسرار:بماذا نعرف أننا أعضاء في جسد
المسيح؟ بالاعتراف جهاراً بالإيمان والحياة المستقيمة والشركة في الأسرار المقدسة
التي توحدنا في معرفة الله
[1] مارتن لوثر (1483 – 1546م)، ألماني، وهو قائد
حركة الاحتجاج - ويسميها المحتجون بحركة الإصلاح - حينما احتج على بابا روما ليو
العاشر سنة 1517 بسبب صكوك الغفران.
[2] تاريخ الكنيسة، القس جون
لوريمر، ترجمة عزرا مرجان، 4/136.
[3] المقصود الكنيسة
الكاثوليكية حينما باعت مغفرة الخطايا بصكوك للغفران، وأفشت بعض أسرار المعترفين.
[4] جون كلفن (1509 –1564م) من مواليد فرنسا،
عاش في سويسرا، وقاد هناك أحد تيارات الاحتجاج.