ويقول:(يكون الاعتراف خاصاً لله وحده، أو لرعاة الكنيسة اختياريا بهدف
الراحة والشعور بتأنيب الضمير، أو عاماً أمام الكنيسة كلها)
قال السجين: هل تسمح لي ـ حضرة الأب الفاضل ـ أن أعترف أمامك وأمام هذا
الجمع ببعض الشبهات التي تخطر على بالي في هذا الباب، وتكدر علي بذلك صفو اتباع
المسيح ودين المسيح؟
قال القس: تحدث.. قل ما تشاء.. فستجد عني الجواب الكافي والشافي.
قال السجين[1]: أنت تعلم ـ حضرة الأب الفاضل ـ أن الأساس
الأول في المسيحية هو عقيدة الخلاص[2]، فالمسيح المخلص نزل من السماء وصلب ومات
ليخلص المؤمنين من وزر الخطيئة الأولى التي تحملتها البشرية قرونا طويلة..
قال القس: أجل.. فالابتلاء ليس إلا نتيجة للعنة الخطيئة التي أوقعها
الإله على آدم وذريته بعد السقوط، وقد أشار إلى ذلك معجم اللاهوت الكاثوليكي، فذكر
أن سبب العذاب والألم والموت هو الخطيئة عينها.. أي الخطيئة الأصلية.
قال السجين:
وهذا يعني أن موت
المسيح كان لرفع هذه اللعنة.
قال القس: أجل.. فموت المسيح كان كفارة وفداء عن العقوبة التي وقعت على
الجنس البشري كله بسقوط نائبه الأول.
قال السجين: بناء على هذا، فإن المؤمن المسيحي يتحول بعد الفداء إلى حالة
النقاء التي خلق عليها الإنسان الأول قبل السقوط.. خاليا من الخطيئة ولعنتها.. سعيداً
كما كان قبلها.
قال القس: أجل.. ذلك صحيح.
[1] استفدنا هذه الردود من:
(الإثم الفردي والغفران في تصور الكنيسة)، للدكتورة: أميمة بنت أحمد شاهين.
[2] انظر الردود المفصلة على
هذه العقيدة في رسالة (أسرار الإنسان) من هذه السلسلة.