responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 374

هذا السجن.. فكل ذلك له علاقة بما نحن فيه..

قال السجناء: فحدثنا.. فما أجمل حديثك؟

قال السجين: بعد أن امتلأت بالعذاب.. وبعد أن سألت الله بصدق أن يطهرني.. سرت على غير هدى إلى أن وجدت نفسي في تلك الأرض الممتلئة بالطهارة..

كان أول ما شدني إليها أني مررت على بيت من بيوتها، فسمعت قارئا يقرأ من القرآن قوله تعالى:﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ (الزمر:53)

كان يقرأ الآية من أعماق وجدانه.. وكنت خلال قراءته لها لا أسمعه هو بل أسمع الله، وهو يخاطبني من خلالها، وكأنه يبشرني بتحقيق مطلوبي الذي سرت في الأرض من أجله.

أسرعت إلى البيت الذي سمعت فيه القراءة، ورحت أدق بقوة.. وما هي إلا لحظات حتى فتح لي رجل مملوء بالأنوار الباب.. وهو يقول لي: أحسنت بدق الباب.. فقد خطوت بذلك أول خطوة في طريق الطهارة.

احترت في قوله هذا، وقلت: من أنت؟.. وكيف عرفت أني أبحث عن الطهارة؟

ابتسم، وقال: أما اسمي، فهو (الفضيل)[1].. وأما كيف عرفت.. فذلك لأني كنت في يوم من الأيام مثلك.. كنت ممتلئا بالدنس إلى أن طهرني الله..

كنت في بداية حياتي أقطع الطريق.. وذات ليلة خرجت لأقطع الطريق، فإذا أنا بقافلة قد انتهت إلي، وقد سمعت بعضهم يقول لبعض: اعدلوا بنا إلى هذه القرية، فإن أمامنا رجلا يقطع الطريق يقال له الفضيل.. فلما قالوا ذلك أصابتني رعدة.. ولم أجد نفسي إلا وأنا أصيح فيهم:(يا قوم.. أنا الفضيل جوزوا.. والله لأجتهدن أن لا أعصي الله أبدا).. ثم إن الله رقق


[1] أشير به إلى الفضيل بن عياض، وقد اخترناه لما روي عنه من التوبة التي سنذكرها كما ذكرها ابن قدامه في كتاب (التوابين)..

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست