وقد استعملت في ذلك الأساليب المختلفة إلى أن جاء اليوم الذي أبصرت فيه
الحقيقة..
سأقص عليكن القصة من البداية..
لقد رأيت بعد مشاورات طويلة أن خير ما يمكن أن يؤثر على المدى القريب
والبعيد في توفير أي قناعة للرأي العام هو المؤتمرات التي نصفها بالعلمية..
فقراراتها وتوصياتها كقرارات المجامع المقدسة وتوصياتها..
ولذلك عملت مع الثلة التي معي على عقد مؤتمر في هذه البلاد يدور حول حقوق
المرأة.. وكيف هضمها الإسلام..
بعد تحضيرات طويلة بدأ المؤتمر..
لقد تعمدنا أن نبدأه بالمراسيم التي تعود المسلمون أن يبدأوا بها
مؤتمراتهم، فكلفنا قارئا أن يقرأ نصوصا من القرآن الكريم، انتقيناها له بدقة، فقرأ
القارئ ـ وقد شغله جمال صوته عن الآيات التي انتقيناها له ـ قوله تعالى:﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ
بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ (النساء:34)، ثم قرأ قوله تعالى:﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ﴾ (النساء:34))،
ثم قرأ قوله تعالى:﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ
النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ﴾ (النساء:3)
ثم تلوناه بخطيب مصقع زاد من صوته ما نقص من عقله، فقدم خطبة نزلت على
قلوبنا كالماء البارد.. لقد بدأ خطبته بقوله: الحمد لله الذي فضل الذكر على
الأنثى، فقال:﴿ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾ (النساء:11)،
وقال:﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى.. (36)﴾ (آل عمران)
ثم أخذ يتحدث عن ضرورة طاعة المرأة لزوجها.. يأتي لذلك بما صح وما ضعف من
الأخبار والآثار.. ثم يضيف إليها من تحليلاته ما ملأ قلوبنا فرحا وسرورا.. وكان من
جملة ما قال:(إن تعليم النساء يفسد أخلاقهن، فإن المرأة التي لا تقرأ ولا تكتب
تكون بعيدة عن متناول شياطين الإنس، فإن القلم كما لا يخفى أحد اللسانين، فبعدم
معرفتها للقراءة والكتابة تأمن شر