هذا اللسان وبضرب الحجاب المتين عليها تأمن شر اللسان الثاني، فيتم لها
الأمن.
وكم رأينا من متعلمات لم يأتهن الشر إلا من قبل تعلمهن، وهذا في زمان
الإسلام والعفاف والأنفة العربية، وأما في هذا الزمان فقد بلغ السيل الزبى، واتسع
الخرق على الراقع. فإن معرفة الفتاة للقراءة توصل إلى ذهنها جميع ما يقع في الدنيا
من الفساد والمخادنة وتملأ فكرها بهواجس خبيثة كانت في عافية منها)
وكان من جملة الأحاديث التي رواها حديث عرفت بعد ذلك أنه لا يصح عن رسول
الله a، وهو أن رجلا خرج وأمر امرأته أن لا تخرج من بيتها،
فمرض أبوها، فاستأذنت النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال لها: أطيعي زوجك فمات أبوها فاستأذنت
منه a في حضور جنازته فقال لها: أطيعي زوجك فأرسل إليها
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (إن الله قد غفر لأبيها بطاعتها لزوجها)[1]
لقد كان ما ذكره في خطبته كافية لتحقق كل الثمار التي رجوناها..
ولكنا لم نكتف بها.. لقد طمعناها بالمحاضرات التي أعددناها بدقة مؤيدة
بالإحصاءات وأقوال الخبراء في كل المجالات.
انتهت الفترة الصباحية من اليوم الأول بنجاح لتبدأ الفترة المسائية،
والتي خصصناها
[1] رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عصمة بن المتوكل وهو ضعيف، مجمع الزوائد:4/313.
وقد قلنا تعليقا عليها في
كتاب (الحقوق المادية للزوجة) من سلسلة (فقه الأسرة برؤية مقاصدية): (و لم يضعف
سندا لضعف عقلا وشرعا، فإن أي مؤمن يعرف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وما جبل عليه من رحمة حتى سماه ربه
رؤوفا رحيما يحيل عليه a
أن يفعل ذلك، بل تنزيهه من ذلك كتنزيهه من المعاصي وما ينفر مما هو من خصائص
الأنبياء ـ عليهم السلام ـ
والعجب أن مثل هذا الحديث
يردد على المنابر، ويتناقله العامة الذي لا يحفظون حديثا صحيحا واحدا، مع أن آثاره
الواقعية لا يمكن حصر خطرها، فهو كمن ضرب مائة عصفور بحجر واحد، فبهذا الحديث
الواحد ضربت سماحة الإسلام وشوهت رحمة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم التي هي أخص خصائصه ولسان رسالته،
وشوهت معها شخصيته a،
وتمردت المرأة على الرجل، بل تمردت على الأحكام الشرعية نفسها، وتجبر الرجل، وضاعت
الحقوق، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فلهذا نرى أن يلزم أولياء الأمور من المسلمين
الأئمة وغيرهم تجنب رواية مثل هذه الأحاديث الموضوعة والضعيفة التي لا تخدم
الإسلام بقدر ما تخدم الخرافة والجهل وتمكن للضلال والانحراف)