ساد القاعة صمت رهيب شجع العجوز على مواصلة حديثها، فقالت: أنتم تتحدثون
عن المرأة، وقد مررت بجميع مراحل المرأة التي تمر بها، كنت بنتا، ثم زوجة، ثم أما،
ثم ها أنا الآن بينكم عجوز طاعنة في السن.
فلذلك سأكون ممثلة لجميع النساء.. فاسمحوا لي – أنا التي مررت بجميع هذه المراحل – أن أذكر لكم كيف كان يعاملني الرجال الذين استناروا بأشعة محمد، واهتدوا
بهديه.
أقول لكم هذا لنخرج من التعميم الخاطئ الذي تقعون فيه.. فأنتم تتحدثون عن
المرأة، وكأنها كائن من المريخ، مع أنها بينكم، وهي لا تخرج عن المراحل التي
ذكرتها، فإن كنتم أردتم استماع الحقيقة من منابعها، فاسمعوا لي.. وإن أبيتم إلا أن
تنتقوا في سماعكم فأذنوا لي في الجلوس.
لم تجد رئيسة الجلسة بدا من الإذن لها.. فقد كنا نحب أن نظهر بمظهر
الديمقراطية والحرية.
صمت الجميع، وبدأت العجوز تتحدث بلسان عذب فصيح.. قالت: ليكون كلامي
علميا دقيقا.. فسأذكر لكم أربع قيم نشرها الإسلام في المسلمين.. يمكن من خلالها
أن تفسر كل المعاملات التي عامل بها الإسلام المرأة.. كل هذه القيم رحمة ولطف
وشفقة وعدالة..