وفي حديث آخر قال a:( من كان له ثلاث بنات، فصبر على لأوائهن وضرائهن وسرائهن، أدخله الله الجنة
برحمته إياهن)، فقال رجل: واثنتان يا رسول الله ؟ قال: (واثنتان). قال رجل: يا
رسول الله، وواحدة؟ قال: (وواحدة)[1]
وفي حديث آخر قال a:(من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها، ولم يؤثر ولده - يعني الذكور -
عليها، أدخله الله الجنة)
بل ورد ما هو أعظم من ذلك كله، فقد قال a:( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو)[2]، وضم أصابعه.. وهذا أعظم جزاء تهفو إليه قلوب المؤمنين.
قالت إحدى الحاضرات: ولكن.. ورد في بعض الأحاديث التي سقتها التعبير عن هبة
الإناث بأنها من البلاء.. أليس ذلك احتقارا للأنثى؟
قالت: لا.. معاذ الله.. كل ما في الدنيا بلاء سواء كانت منحا أو محنا..
والبلاء لا يعني إلا الاختبار، والله يختبر بالنعمة، ويختبر بالنقمة.. ألم تسمعي
قوله تعالى:﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا
تُرْجَعُونَ ﴾ (الانبياء:35)؟.. فالبلاء قد يكون خيرا، وقد يكون شرا.
بل عبر الله تعالى عن نعمة الأموال والأولاد بأنها من الفتنة والبلاء، قال تعالى:﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ
فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (لأنفال:28)، وقال تعالى معبرا بصيغة الحصر:﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (التغابن:15)
قالت إحدى الحاضرات: فلماذا لا يكون هذا من الابتلاء بالنقمة.
قالت العجوز: لأن الله عبر عنها بالهبة، فقال تعالى:﴿ لِلَّهِ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً
وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً
وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ (الشورى:49 ـ 50)