للعفة، وتفشّي الإهمال في العمل والتأخر، وعدم الشعور بالمسؤولية، في
المدارس المختلطة والمنشئات التي يعمل فيها الرجال والنساء بشكل مختلط.
بعد هذا كله، فإن ابتذال المرأة وسقوط شخصيتها يفقدها كلّ قيمتها الإنسانية،
إذ يصبح شبابها وجمالها وكأنّه المصدر الوحيد لفخرها وشرفها، حتى لا يبقى لها من
إنسانيتها سوى أنّها أداةٌ لإشباع شهواتِ الآخرين، الوحوش الكاسرة في صور البشر!
كيف يمكن للمرأة في هذا المجتمع أن تبرز علمياً وتسمو أخلاقياً؟!
إنه من المؤسف أن تلعب المرأة باسم الفن، وتشتهر وتكسب المال الوفير، وتنحطّ
إلى حد الإبتذال في المجتمع، ليرحب بها مسيّرو هذا المجتمع المنحط خلقيّاً، في
المهرجانات والحفلات الساهرة؟!
قالت المرأة: إن كل ما ذكرته صحيح.. ولكن ألا ترين أن الحجاب يجعل النساء – اللاتي يشكلن نصف
المجتمع - في معزل عن المجتمع، ويكون ذلك سبباً في تأخرهنّ الثقافي، وانعدام
الإستفادة من طاقاتهن العظيمة في ازدهار الإقتصاد.. وإذا شغر مكانهنّ في المنشئات
الثقافية والإجتماعية أصبحن موادَّ استهلاكيّة ليست بذات جدوى للمجتمع؟
قالت العجوز: لا.. يا ابنتي.. إن ما تقولينه غير صحيح.. فالشرع الذي حرم على
المرأة أن تلبس من اللباس ما قد يؤدي إلى أي ضرر نفسي أو اجتماعي هو نفسه الشرع
الذي دعا المرأة إلى أن تكون إيجابية في المجتمع.
وأدنى درجات الإيجابية أن تقوم المرأة بإدارة المنزل وتربية الأبناء
الأصحّاء رجال المستقبل الذين يديرون عجلة الحياة في المجتمع.
إن الذين لا يعدّون هذه المسؤولية للمرأة أمراً ايجابياً جاهلون بحقيقة دور
المرأة في الأُسرة وفي التربية، وفي بناء مجتمع سليم فعّال، بل لا يعترفون إلاّ
بمغادرة الرجال والنساء المنازل صباحاً ليلتحقوا بالدوائر والمصانع. ويجعلون
أبناءهم تحت رعاية الآخرين، في دور