له، ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا، ذهبا وبخورا ومرا. ثم أوحي إليهم في حلم ألا يرجعوا إلى هيرودس، فانصرفوا إلى بلادهم في طريق أخرى)
قال: ألا ترى أن هذا هو التكريم الوحيد الذي حصل للمسيح في حياته؟
صمت، فقال: من قال لك بأن هؤلاء المجوس أعداء له.. لقد نصت البشارة على أن أعداء هذا الموعود يلحسون التراب.
قلت: أجل..
قال: فهل تحقق هذا في المسيح؟
صمت، فقال: لم يتحقق.. إن المسيح ـ بحسب الإنجيل ـ نال الكثير من الهوان، بل إن أعداءه تسلطوا عليه، فصلبوه.
لست أدري كيف قلت من غير أن أشعر: أنا مقر بأن هذه البشارة لم تتحقق في المسيح.. فهل تحققت في محمد؟
انتفض قائلا: هل ترى الشمس؟
قلت: وكيف لا أراها؟
قال: فهل يمكن أن يجادل أحد في الشمس؟
قلت: لا.. إلا إذا كان مغرما بالمخالفة، مشتهيا للجدل.
قال: فكذلك ما أمد الله به نبيه من نصر ومنعة وحماية رغم كل المخاطر التي حاقت به..
لقد كان أعداء محمد a من الكثرة والقوة ما لا يقارن به أعداء المسيح، ومع ذلك نصر الله نبيه إلى أن أكمل دعوته، ونزل عليه ما ثبت كمالها.
بل إن هذه الانتصارات جاءت كنبوءات غيبية امتلأ بها القرآن الكريم، وكأنه يتحدى كل القوى التي واجهت محمدا a من أن تفعل شيئا في مواجهته:
فالله تعالى يقول لرسوله وللمؤمنين:﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ