فقد وعد
الله المؤمنين في هذه الآية بجعل الخلفاء منهم وتمكين الدين المرضي لهم، وتبديل
خوفهم بالأمن، فوفى وعده في مدة قليلة.. بل إنه في حياة الرسول a استطاع المسلمون أن يفتحوا مكة،
وخيبر والبحرين، ومملكة اليمن، وأكثر ديار العرب.
بل إن
الله تعالى أخبر بأن هذا الدين سيظهر على الدين كله، قال تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ
بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ﴾
(التوبة:33)
وبشره
بأنه سيأتي اليوم الذي يدخل الناس فيه دين الله أفواجا، فقال :﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ
وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ﴾ (النصر:1 ـ 3)
أخبرني
يا صاحبي.. هل ترى في كتابكم المقدس أي وعد بمثل هذا النصر؟
قلت:
ولكن المسيحية انتصرت، وخضع الرومان.. وانتشرت في العالم، وهي الآن من أكثر
الديانات في العالم انتشارا.
قال: نعم
هي انتشرت.. ولكنها لم تنتشر بالطريقة التي انتشر بها الإسلام.. لقد كانت بين
أمرين: المحافظة على صفائها الذي جاء به المسيح، أو تحولها إلى مزيج من الديانات
لترضي
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 141