نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 298
قال
يوحنا: لا أشك في ذلك.. فالنص يدل على أن هذا الملكوت سينزع من بني إسرائيل، أو
كما قال يوحنا: (فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار).. بل كما أنبأ
المسيح عن انتقاله عن أمة اليهود إلى أمة أخرى، فقال: (إن ملكوت الله ينزع منكم
ويعطى لأمة تعمل أثماره)(متى 21/43)
زيادة
على هذا، فإن يوحنا كان يتحدث عن نبي يأتي بعده، ولا يمكن أن يكون هذا الآتي بعده
هو المسيح الذي أتى في أيام يوحنا المعمدان.
زيادة
على هذا.. فقد ذكر يوحنا أنه قوي، بل إن قوته تفوق قوة يوحنا المعمدان، ومثل هذا
الوصف لا ينطبق على المسيح الذي نزعم مصرعه على الصليب قريباً مما جرى ليوحنا
المعمدان، وأنى هذا من غلبة محمد على سائر أعدائه.. ثم إنه بلغ من القوة بحيث طهر
الأرض من رجس الوثنية بالروح والنار أي بدعوته العظيمة وقوته القاهرة، وكل ذلك لا
ينطبق على أحد سوى محمد.
زيادة
على هذا.. فإن يوحنا ذكر أن الآتي بعده يعمد بالروح والنار، أي يملك سلطان الدين
والدنيا لتغيير المنكر والحفز على التوبة، فهو لا يتوقف عن حدود الطهارة الظاهرية
للجسد بالاغتسال بالماء، بل يهتم بطهارة الباطن، ووسيلته ما يأتي به روح القدس من
وحي وبلاغ وبيان، كما قام بتطهير كثير من الأرض من الوثنية بالنار، ومثل هذه
المعمودية لم يفعلها المسيح الذي عمد تلاميذه بالماء، فلم تختلف معموديته عن
المعمدان في شيء، كما في (يوحنا 3/22 – 23).
واستمر
تلاميذه بعده يعمدون بالماء كما كان المعمدان يعمد، ولما جاء بولس أفسس، (فإذ وجد
تلاميذ قال لهم: هل قبلتم الروح القدس لما آمنتم. قالوا له: ولا سمعنا أنه يوجد
الروح القدس. فقال لهم: فبماذا اعتمدتم؟ فقالوا: بمعمودية يوحنا. فقال بولس: إن
يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلاً للشعب أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده، أي بالمسيح
يسوع، فلما سمعوا
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 298