قال: إن هذه النبوءة تدل على أن هذا الموعود من غير بني إسرائيل.
قلت: كيف استنتجت ذلك؟
قال: لقد ذكرت هذه النبوءة أن من خصائص هذا النبي أنه مثل لموسى.
قلت: لقد فرغت من الحديث عن المثلية.
قال: لقد نص الكتاب المقدس على أنه لم يقم في بني إسرائيل نبي مثل موسى.
قلت: أجل.. فقد ورد في التثنية: (ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه) (التثنية: 34/10)
قال: بل في التوراة السامرية ما يمنع صراحة قيام مثل هذا النبي فقد جاء فيها: (ولا يقوم أيضاً نبي في بني إسرائيل كموسى الذي ناجاه الله) (التثنية 34/10)
قلت: والمسيح؟
قال: ألم نتفق أنه ليس نبيا.. وحتى لو كان نبيا فإن المفارقات بينه وبين موسى أكثر من أن تنحصر.
قلت: فعلى من ترى انطباق هذه النبوءة إذن؟
قال: إن البحث العقلي يدعونا إلى البحث فيمن ادعى النبوة من نسل عيسو وإسماعيل لنرى انطباق مدى انطباق النبوءة عليه.
قلت: ليس هناك في هذا النسل إلا محمد الذي يزعم المسلمون نبوته.
قال: فدعنا نطبق هذه النبوءة عليه.
قلت: لا بأس.. لا حرج في أن نجرب ذلك.
قال: ألا يتشابه محمد مع موسى في كل ما ذكرناه من نواحي التشابه؟
قلت: ولكنه لم يكن إسرائليا.
قال: لقد عرفنا أن التماثل لا يعني التطابق.