نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 78
قلت: أرى
أنها إلى الآن تنطبق من حيث الظاهر عليه في هذه الناحية.
قال: لا
تتسرع.. فلنسمع عبارات أخرى لعلها تصرف النبوءة عنه.
قلت: نعم..
لا ينبغي التسرع في مثل هذا.
قال: لقد
ورد في النبوءة أن هذا النبي يتمكن من تبليغ كامل دينه.
قلت: أجل..
فقد ورد فيها:(يكلمهم بكل ما أوصيه به)
قال: فهل
أكمل المسيح جميع وصاياه؟
قلت: لا..
لقد رحل المسيح، ولديه الكثير مما يود أن يبلغه إلى تلاميذه، لكنه لم يتمكن من
بلاغه، لكنه بشرهم بحصول ذلك من بعده، فقال: (إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم،
ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع
الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به) (يوحنا 16/12-13)
قال: أما
محمدا، فلم يقل هذا.. لقد ورد في كتابه أنه أكمل دينه، وبلغ كل ما أمر بتبليغه[1]، لقد جاء في القرآن :﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً
﴾ (المائدة: 3)
صمت،
فقال: ناحية أخرى في النبوءة جديرة بالاهتمام.. ولكن قبل أن أسوقها لك، أجبني: هل
توعد المسيح من لم يسمعوا كلامه، أو غيرهم بأي لون من ألوان الوعيد؟
قلت: لقد
كان المسيح مملوءا بالرحمة التي تمنعه من هذا الوعيد.. فهو لم يتوعد حتى قاتليه،
فكيف بأولئك الذين لم يسمعوا كلامه، لقد قال لوقا في سياق قصة الصلب: (فقال يسوع:
يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون) (لوقا 23/34)
[1] وقد وصفه
المسيح في نبوءة البارقليط، التي سيأتي الحديث عنها، فقال :« وأما المعزي الروح
القدس الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم »
(يوحنا 14/26).
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 78