حروفه ما صيغ فيه بضمير المخاطب المفرد وما صيغ بغيره.. بل ما
صيغ منه بكل الظمائر.
قال الرجل: فماذا يفهم هؤلاء الكمل من هذه الآيات؟
قال الحكيم: هذه الآيات تبين الجزاء الذي أعده الله لمن وصل به
اجتهاده إلى الفتح المبين.. فقد ذكرت الآيات أنواعا من الجزاء.. ومهدت لها
بالمغفرة الشاملة، فالمغفرة هي الأساس لغيرها من أنواع الجزاء.. كما أن تطهير
التربة هو الأساس لغرس البذور الطيبة.
قدوة:
قال الرجل: وعينا هذا.. ولكنا نرى النبي a يكثر من الاستغفار إلى درجة أنه
يلفت انتباه أصحابه.
قال الحكيم: ذلك صحيح.. وذلك من وظائف النبوة.. فالنبي قدوة
لأمته.. ولهذا تجده يشعر أنه أول المخاطبين بكل تكليف..
ليس هذا خاصا بنبينا فقط.. بل هو عام لكل الأنبياء.. وقد قال
تعالى فيهم:﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ (الأنعام:90)
وقد ورد في إنجيل متى أن المسيح صام أربعين نهاراً، أو أربعين
ليلة، وفي (إنجيل مرقص:1/35﴾
(وفي الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك).. وفي (إنجيل
لوقا:5/16): (وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة للّه)
التفت إلى أخي، ثم قال: أنتم تقولون بأن المسيح متحد في ذات
اللّه.. ولذلك فإن هذه التكاليف لا تحمل عندكم إلا على معنى واحد.. وهو ما ذكرته
من قصد الاقتداء والتعليم.
قام رجل من القوم، وقال: نرى في القرآن الكريم آيات كثيرة وردت
في حق النبي a وهي
تحمل نوعا من الخطاب الحاد صار ذريعة للمخطئة يرمون بها نبيهم.