فهذه الآيات تخاطب النبي a بلحن حاد.. وقد تمسّكت المخطّئة
بالقضية الشرطية على أرضية متوقعة في نفس النبي لاتّباع أهوائهم، وإلاّ فلا وجه
للوعيد.
قال الحكيم: ومن أين لهم هذا النوع من الاستدلال.. ألا يعرف
هؤلاء اللغة العربية، وأساليبها.. بل إن هذا مما تتفق عليه جميع اللغات.. فالقضية
الشرطية لا تدل إلاّ على الملازمة بين الشرط والجزاء.. وهي لا تدل ـ بحال من
الأحوال ـ على تحقّق الطرفين، ولا على إمكان تحقّقهما.