سكت نيكولاس على مضض.. فابتدر أخي.. ووضع القرص في القارئ..
وبدأ شريط الأحداث:
رأينا نيكولاس يحتمع إلى نفر من الناس في ميدان الحرية، ثم
يخاطبهم قائلا: هل تعرفون محمدا؟
قال رجل من الجمع: منا من يعرفه.. ومنا من لا يعرفه.. ولكنا
نتفق جميعا ـ من يعرفه ومن لا يعرفه ـ في أنا نحب أن نعرفه، أو نستزيد من معرفته..
فإن كان لديك شيء منها، فأنبئنا.. فكلنا آذان صاغية.
قال نيكولاس: هل تعرفون لينين؟
قالوا: أجل.. ولكنه مستبد آثم.
قال نيكولاس: وهل تعرفون فرعون وأتاترك وهتلر؟
قالوا: أجل.. وهم لا يختلفون عن لينين.
قال رجل من الجماعة: نحن نبحث عن محمد.. ونريد أن نعرف محمدا..
ولا حاجة لنا بمعرفة هؤلاء المستبدين الظالمين.
قال نيكولاس: من عرف هؤلاء فقد عرف محمدا.. بل إن محمدا أسوأ
منهم.. فإن أحدا منهم لم يقل: إني مستبد يوحي إلي، ولكن محمدا قالها.
هنا ظهر الحكيم بطلعته البهية، ونوره الساطع، وصاح من بعيد: في
أي سورة ورد ما ذكرته؟
ثم أضاف: لقد قرأت القرآن.. وربما قرأت الآية خطأ، فالآية
تقول:﴿ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ﴾ (الكهف:110)..
وليس في القرآن آية تدعو للاستبداد، أو تحث عليه، أو تشرع له.. بل إنه ليس هناك
كتاب في الدنيا يدعو إلى الثورة على الاستبداد كالقرآن.
سكت قليلا، ثم قال: ربما تتصور أن ذلك حديثا.. ليس هناك حديث في
الدنيا يحث