ومن هذا المنطلق كان أسهل شيء على أي أحد من الناس مقابلة رسول
الله a
والجلوس معه..
فقد قال الحسن يصف رسول الله a:(والله ما كان رسول الله a تغلق دونه الأبواب، ولا يقوم دونه
الحجاب، ولا يغدى عليه بالجفان، ولا يراح بها عليه، ولكنه كان بارزا، من أراد أن
يلقى نبى الله a لقيه،
كان يجلس على الأرض، ويطعم ويلبس الغليظ، ويركب الحمار، ويردف خلفه، ويلعق يده)[1]
ووصفه حمزة بن عبيد الله بن عتبة قال: كانت في رسول الله خصال
ليست في الجبارين، كان لا يدعوه أحمر، ولا أسود، إلا أجابه، وكان ربما وجد تمرة
ملقاة فيأخذها، فيرمي بها إلى فيه، وإنه ليخشى أن تكون من الصدقة، وكان يركب
الحمار عريا، ليس عليه شئ)[2]
وذات مرة لقيه رجل تصور أنه مثل كل القادة والزعماء.. وقد حدثنا
حديثه ابن مسعود فذكر أن رسول الله a كلم رجلا فأرعد، فقال: (هون عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن
امرأة من قريش كانت تأكل القديدة)[3]
وفي حديث آخر عن عبد الله بن بسر، قال: أهديت إلى رسول الله a شاة فجثا على ركبتيه، فأكل، فقال
أعرابي: يا رسول الله ما هذه الجلسة؟ فقال:(إن الله عزوجل جعلني عبدا كريما، ولم
يجعلني جبارا عنيدا)[4]
وقد أشفق الصحابة على رسول الله a مما يصيبه من تلك المخالطة، فطلبوا
منه أن
[1] رواه أحمد في الزهد،
وابن عساكر ـ وقال: هذا حديث مرسل ـ وقد جاء معناه في الأحاديث المسندة.