يتخذوا له محلا خاصا، فأبى، ففي الحديث: قال العباس: يا رسول
الله إني أراهم قد آذوك، وآذاك غبارهم، فلو اتخذت عريشا تكلمهم فيه، فقال رسول
الله a:(لا
أزال بين أظهرهم يطئون عقبى وينازعوني ثوبي، ويؤذيني غبارهم، حتى يكون الله هو
الذي يرحمني منهم)[1]
وكان من تواضعه a أنه لم يكن يتميز بشيء عن سائر الناس حتى أن من الناس من لا
يعرفه كما روي عن أنس قال: مر النبي a بامرأة تبكي عند قبرٍ فقال: اتقي الله واصبري، فقالت: إليك
عني؛ فإنك لم تصب بمصيبتي! ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي a، فأتت باب النبي a، فلم تجد عنده بوابين[2]، فقالت: لم أعرفك، فقال: إنما
الصبر عند الصدمة الأولى[3].
وكان a يسلم على كل من لقيه صغيرا كان أو كبيرا، يعرفه أو لا يعرفه،
فعن أنس أنه مر على صبيان، فسلم عليهم وقال: كان النبي a لى الله عليه وسلم يفعله[4].
وعن هند بن أبي هالة قال: كان رسول الله a يبدأ من لقيه بالسلام[5].
وكان a يسير مع أي أحد يعرفه أو لا يعرفه، عن أنس قال: إن كانت الأمة
من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي a، فتنطلق به حيث شاءت[6].
وكان a يركب الحمار كما يركبه سائر العوام، عن أنس قال: كان رسول
الله a يركب
الحمار، ويعود المريض، ويشهد الجنازة، ويأتي دعوة المملوك، وكان يوم بني قريظة