وكان a في ذلك الموقف الشديد يدعو الله لهم، ويشجعهم بكل ما أطاق أن
يشجعهم به، عن سهل بن سعد قالا: جاءنا رسول الله a ونحن نحفر في الخندق، وننقل التراب
على أكتادنا[4] في غداة باردة، ولم يكن لهم عبيد
يعملون ذلك، فلما رأى ما هم فيه من النصب والجوع قال:(اللهم لا عيش إلا عيش
الاخرة، فاغفر للانصار والمهاجرة)، فقالوا مجيبين له:
نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد
ما بقينا أبدا
ويؤتونه بملء كفي شعير، فيصنع لهم بإهالة سنخة[5]، توضع بين يدي القوم، وهم جياع وهي
بشعة في الحلق، ولها ريح منتن.
ومما كان يشجعهم به ما روي في الحديث من ضربه على تلك الكدية
وما كان فيها من معجزات، فقد ورد في الحديث: فأخذ المعول من سلمان، وقال:(بسم
الله)، وضرب ضربة
[1]وفي لفظ: حتى أغمر بطنه،
أو قال اغبر بطنه، وفي لفظ: حتى وارى الغبار جلده.