فيه دوائر أخرى شاء أم أبى.. حتى الخمر ـ التي تتصور أن تحريمها
استبداد ـ لو تحرر أي شخص من استبداد تحريمها، فسيقع في استبداد شربها.. لعلك تعرف
الإدمان، وتعرف المخاطر التي يجلبها لصاحبه.
ومع ذلك.. فإن الشريعة التي جاء بها الإسلام تقوم على التوسعة
ورفع الحرج ليعيش الإنسان حياته الطبيعية على حسب ما تتطلبه الفطرة السليمة.
ولذلك ترى من قواعد الشريعة هذه القاعدة
الذهبية (المشقة تجلب
التيسير)، وقاعدة (الضرورات تبيح المحظورات)، و(والضرورة تقدر بقدرها)، و(العادة
محكمة)
قال نيكولاس: أنا لي رأي في هذه القواعد التي ذكرتها.
قال الحكيم: يسرني سماعه.
قال نيكولاس: أرى أن الفقهاء الذين لاحظوا ضيق الشريعة وتشددها
وعدم تناسبها مع الحاجات المختلفة للإنسان هم الذين راحوا ينسخون أحكامها بمثل هذه
القواعد، كما فعل بولس عندنا في المسيحية.. أرى أن كلاهما مارس نفس السلوك.
ابتسم الحكيم، وقال: ما كان لفقهائنا أن يفعلوا هذا.. ولن
يتركهم أحد لو فعلوه.. إن ما ذكرته لك هو ما دلت عليه النصوص المقدسة من الكتاب
والسنة.