وكان هذا الذي ذكره رسول الله a رأي الاكابر من المهاجرين
والأنصار، وكان عبد الله بن أبي المنافق يرى رأي رسول الله a.
لكن جماعة من المسلمين غالبهم أحداث لم يشهدوا بدرا، وطلبوا
الشهادة وأحبوا لقاء العدو، وأكرمهم الله تعالى بالشهادة يوم أحد قالوا: يا رسول
الله اخرج بنا إلى أعدائنا، لا يرون أنا جبنا عنهم، فقال عبد الله بن أبي: يا رسول
الله أقم بالمدينة، ولا تخرج، فوالله ما خرجنا منها إلى عدو لنا قط إلا أصاب منا،
ولا دخلها علينا إلا أصبنا منه، فدعهم يا رسول الله، فإن أقاموا بشر مجلس، وإن
دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم، ورماهم الصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا
رجعوا خائبين كما جاءوا.
فقال حمزة بن عبد المطلب، وسعد بن عبادة، والنعمان بن مالك في
طائفة من الأنصار: إنا نخشى يا رسول الله أن يظن عدونا أنا كرهنا الخروج إليهم
جبنا عن لقائهم، فيكون هذا جرأة منهم علينا، وقد كنت يوم بدر في ثلاثمائة رجل،
فظفرك الله تعالى عليهم، ونحن اليوم بشر كثير، قد كنا نتمنى هذا اليوم وندعو الله
تعالى به، فساقه الله تعالى إلينا في ساحتنا.
وقال إياس بن أوس بن عتيك: نحن بنو عبد الأشهل، إنا لنرجو أن
نكون البقر المذبح.
وقال غيره: هي إحدى الحسنيين: الظفر أو الشهادة، والله لا تطمع
العرب في أن تدخل علينا منازلنا.
وقال حمزة: والذي أنزل عليك الكتاب لا أطعم اليوم طعاما حتى
أجالدهم بسيفي خارج المدينة.. وكان يوم الجمعة صائما ويوم السبت صائما.
وقال النعمان بن مالك: يا رسول الله لا تحرمنا الجنة، فوالذي
نفسي بيده لأدخلنها، فقال رسول الله a:(لمه؟) قال: لأني أحب الله تعالى ورسوله، ولا أفر يوم الزحف،
فقال