responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 145

بل إنك ترى كيف أنه ـ مع تنازلهم عن آرائهم لرأيه ـ لم يتحين الفرصة، فيمضي رأيه.

سكت قليلا، ثم قال: وفي غزوة الأحزاب تلك الغزوة التي تعرض فيها المسلمون إلى أخطر ما تعرضوا له.. فقد كادت الأحزاب تستأصلهم.. أراد رسول الله a مصالحة غطفان لما بلغه نقض بني قريظة العهد.

وقد أرسل ـ لأجل ذلك ـ إلى عيينة بن حصن والحارث بن عوف، وهما قائدا غطفان، فلما جاءا في عشرة من قومهما قال لهما رسول الله a:(أرأيتما إن جعلت لكما ثلث تمر المدينة أترجعان بمن معكما، وتخذلان بين الأعراب؟)، فقالا: تعطينا نصف تمر المدينة، فأبى رسول الله a أن يزيدهما على الثلث، فرضيا بذلك، فأحضر رسول الله a الصحيفة والدواة، وهو يريد أن يكتب الصلح بينهما، وعباد بن بشر قائم على رأس رسول الله a، مقنع في الحديد، فأقبل أسيد بن حضير إلى رسول الله a، ومعه الرمح، ولا يدري بما كان من الكلام، فلما جاء إلى رسول الله a، وعيينة بن حصن ماد رجليه بين يدي رسول الله a، وعلم ما يريدون قال: يا عين الهجرس اقبض رجليك، أتمدهما بين يدي رسول الله a؟ والله لولا رسول الله a لقتلتك بهذا الرمح!

ثم أقبل على رسول الله a، فقال: يا رسول الله إن كان أمرا من السماء فامض له، وإن كان غير ذلك، فوالله لا نعطيهم إلا السيف، متى طمعوا بهذا منا؟

فسكت رسول الله a، فدعا سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، فاستشارهما في ذلك وهو متكئ عليهما، والقوم جلوس، فتكلم بكلام يخفيه، وأخبرهما الخبر.

فقالا: يا رسول الله، إن كان الأمر من السماء فامض له، وإن كان أمرا لم تؤمر به ولك فيه هوى فامض له سمعا وطاعة، وإن كان إنما هو الرأي فما لهم عندنا إلا السيف.

وأخذ سعد بن معاذ الكتاب، فقال رسول الله a:(إني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة، وكالبوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما)

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست